طلب علم

(غرفة صوتية لطلب العلم الشرعى) عبر شبكة الإنترنت Tlb3lm.com

أدعية

البث المباشر لغرفة طلب علم

سيكون البث مباشر من التاسعة مساءا بتوقيت القاهرة ايام السبت والاثنين والاربعاء

وباقي الاوقات سيتم اعادة اخر محاضرة مسجلة


Free video streaming by Ustream

السبت، 1 يناير 2011

الكلمة... من قلب المحن


قال (يحيي بن أكثم ) : قال لنا ( المأمون )

لولا مكان (يزيد بن هارون ) لأظهرت أن القرآن مخلوق..

فقال بعض جلسائه : ومن (يزيد ) حتي يٌتقي (نخشاه ) ؟

فقال : ويحك ! إنى أخاف إن أظهرته.. فيرُدٌ علىِِّ..

فيختلفُ الناس.. فتكون فتنة.. وأنا أكره الفتن

البداية

اقتربت الشمس من الغروب .. واكتست السماء بلون أحمر معلنة بدء ليلة مظلمة.. على صحراء بالقرب من بغداد.. وبدت الصحراء ساكنة إلا من جواد عليه رجل ملثم يأتى مسرعاً ليتناثر الغبار من حوله متجهاً نحو بغداد.. عاصمة الدولة العباسية.

ولاحت بغداد من بعيد على ضوء الشمس التي قد قاربت الرحيل..ولم يمض من الوقت الكثير إلا والفارس الملثم كان فى ضواحي المدينة , وقد أغلق التجار متاجرهم.. ودخل الناس بيوتهم..وخلا الطريق إلا من بعض المارة.. ثم اتجه إلى بيت القاضي

" سيدي القاضي .. سيدي القاضي "

نطق بهذه العبارة بصوت عالٍ قبل أن يصل إلى باب المنزل.. ففتحت جارية ونظرت إليه متسألة.. فنزل من على فرسه.. وعدل حلته (ملابسه ).. واتجه نحو البيت.. وارتفع صوت من ادخل البيت يقول : خيراً .. هل عندك من جديد ؟

وظهر صاحب الصوت من خلف الجارية.. كان رجل فى الأربعين من عمره.. يلبس عمامة دقيق اللحية.. عليه حلة توحي بالثراء.. وله عينان ضيقتان ونظرة كالسهم..

فأطرق المثلم برأسه عندما حضر هذا الرجل وقال :

- نعم يا سيدي..

ثم سكت قليلاً وقال :

- مات يزيد بن هارون.

لاحت ابتسامة على ثغر القاضي.. وبدت عليناه كأنها تضحك من الخبر وإن لم يظهر ذلك على شفتيه , ثم قال :

- جهز العدة ومُر الرجال فليستعدوا... فلنذهب إلى السلطان . فقد اشتاق أن يسمع مثل هذا الخبر.

ثم استدار ودخل بيته معلناً بدء مرحلة جديدة.. وخطيرة..



استأذن خادم الخليفة العباسي عليه فى الدخول.. ثم دخل عليه وقال :

- سيدي السلطان.. القاضي الكبير ( أحمد بن أبي دؤاد ) يرد مقابلتك لامر هام.

فقال ( المأمون ) :

- أدخله سريعاً...

وبعد قليل انفتح الباب ليدخل القاضي الكبير ( أحمد بن أبي دؤاد ).. دخل فى خطوات سرية وسلم على (المأمون).. ثم قال :

- مولاي السلطان.. جئت أزٌفُ إليك الخبر السعيد..

فتنحنح ( المأمون ) وقال :

- لأن تأتي إليّ بنفسك لتخبرني بالخبر.. فلا شك أنه أمر جلل.

تحرك (ابن أبي دؤاد) فى زهو وتوجه إلى أقرب مجلس له وقال :

نعم أيها السلطان..

قم مال عليه وقال :

- مات (يزيد بن هارون).

بدت الدهشة على وجه (المأمون) وقال :

- حقا..؟!

جلجلت ضحة ( ابن أبي دؤاد ) فى القصر.. وقال :

- حقا أيها السلطان.. ماتت العقبة التي كانت تقف فى طريقك.. هيّا!.. فلتحمل الناس على ما تريد.

بدا الشك على وجه (المأمون) وتغيرت ملامحه.. وأخذ يفكر طويلاً...وبدا القلق على (ابن أبي دؤاد) فتابع قائلاً :

- فلتحمل الناس على الحق.. ولتسكت أفواه المشبهين لله تعالى بخلقه.. فإن هذا واجب من وضعه الله أميراً على هذه البلاد.

قام السلطان من مكانه .. ومشي بخطوات واسعة يفكر.. ثم نادي خادمه وقال :

- اذهب على الكاتب.. ومُره فليكتب إلي أمراء الأمصار فليحملوا الناس على المقولة.. ثم ائتني بالرقعة لأضع عليها خاتمي..

فقال الخادم :

- أى مقولةٍ يا سيدي ؟

فقال:

- خلق القرآن..

وتبسم (ابن أبي دؤاد ) ورقص قلبه طرباً..

وحلَق الكُفر بجناحيه..

ورفرف علم الباطل..

معلنا بدء المحنة..

محنة خلق القرآن


المصدر : كُتيب "الكلمة "

كتبه : إسلام مصطفى عبد المجيد

قدم له : د/ أحمد فريد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قصة آية الشيخ محمد العريفي


الاسلام سؤال وجواب

عداد الزوار

free counters