لذة المناجاة
فالإنسان له حوائج لا تنتهي، ومسائل لا تنقضي، فإذا كان لا يسأل إلا الله تعالى، فإنه يكون دائم الصلة به، وذلك يفتح له باب معرفة الله تعالى، هذه المعرفة وتلك الصلة، من خلال التضرع والسؤال الملح، تفتح على الإنسان من أبواب الرحمة والإيمان، ما لم يكن يعلم، فيجد لذة الإيمان ولذة المناجاة، فالقرب من الرحيم الكريم العظيم يورث النفس طمأنينة وسعادة، بخلاف الذي لا يسأل الله تعالى فإنه يفقد الصلة به، وإذا لم يتصل بالله، اتصل بغيره من المخلوقين، والاتصال بالمخلوقين وذكرهم بلية وداء، كما يذكر عن عبد الله بن عون قوله: (ذكر الناس داء، وذكر الله دواء).
فهذا التوجه إلى الله تعالى يعود بالأثر الطيب على النفس، كما يذكر عن بعضهم قوله: (إنه ليكون لي إلى الله حاجة، فأدعوه، فيفتح لي من لذيذ معرفته، وحلاوة مناجاته، ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي، خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك، لأن النفس لا تريد إلا حظها، فإذا قضت انصرفت) (18)، وصدق الله تعالى حين قال: "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خير كثيرا".
0 التعليقات:
إرسال تعليق