طلب علم

(غرفة صوتية لطلب العلم الشرعى) عبر شبكة الإنترنت Tlb3lm.com

أدعية

البث المباشر لغرفة طلب علم

سيكون البث مباشر من التاسعة مساءا بتوقيت القاهرة ايام السبت والاثنين والاربعاء

وباقي الاوقات سيتم اعادة اخر محاضرة مسجلة


Free video streaming by Ustream

الخميس، 10 فبراير 2011

أسباب تفرق المسلمين

مما لا يغيب عن بالِ الناظر المتأمِّل في أحوال الأمَّة الإسلاميَّة: أنَّ العلاقاتِ الاجتماعيَّة بين أبناء الشَّعب الواحد، والأسرة الواحدة تعرَّضتْ إلى شيءٍ من الاهتزاز، فسادتِ القطيعة بدلَ التواصُل، والبغضاءُ بدل المحبَّة؛ بل أصبح أبناءُ الأسرة الواحدة لا يُبالون أن يتواصَلوا أو يتقاطَعُوا، يرى بعضُهم بعضًا، أو لا يرى أحدٌ الآخرين، وهذا يجعل المهتمِّين بوحدة الأمَّة الإسلاميَّة أمامَ ظاهرة مَرَضيَّة لا بدَّ من تشخيص دوافعها، ثم وصْف العلاج اللازم لها.







ذلك لأنَّ التقاطُع - في الأغلب الأعم - ليس لدوافعَ دِينيَّة من كفر، أو فسق، أو بدعة، وإنَّما هو لدوافعَ دُنيويَّة، وبدايةً لا بدَّ من بيان صفات مَن تُستدام صحبتُه، ومن لا يُصاحب.







ومِن أجمع ما وُصِف فيه من لا يُصادق قولُ جعفر الصادق - رحمه الله:



"لا تصحبْ خمسة:



1 - الكذَّاب: فإنَّك منه على غرور، وهو مِثل السَّراب يُقرِّب منك البعيد ويُبعد منك القريب.



2 - والأحمق: لأنَّك لستَ منه على شيءٍ، يُريد أن ينفعك فيضرَّك.



3 - والبخيل: لأنَّه يقطع بك أحوجَ ما تكون إليه.



4 - والجبان: فإنَّه يُسْلِمك، ويفرُّ عند الشدة.



5 - والفاسق: فإنَّه يَبيعك بأكْلة، أو أقلَّ منها، قيل: وما أقل منها؟ قال: الطَّمع فيها ثم لا ينالها.







ومِن أوفى ما يُوصف به مستحقُّ الصداقة: ما وصَّى به علقمةُ العطاردي ولدَه حين حضرته الوفاةُ؛ قال له: "يا بُنيَّ، إذا عرضتْ لك إلى صُحبة الرِّجال حاجة، فاصحبْ مَن إذا خدمتَه صانك، وإن صحبتَه زانك، وإن قعدتْ بك مؤنةٌ مانك، اصْحب مَن إذا مددتَ يدَك بخير مدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن رأى سيِّئة سدَّها، اصحبْ مَن إذا سألتَه أعطاك، وإن سكتَّ ابتدأك، وإن نزلتْ بكَ نازلةٌ واساك، اصحبْ مَن إذا قلتَ صدَّق قولك، وإن حاولتما أمرًا أمرك، وإن تنازعتما آثَرك".







هذه الجملةُ إذا تحقَّقت في صديق وجبَ العضُّ عليه بالنواجذ، وهو - بلا شكٍّ - نادر، أو لنقل: شديد الندرة.







وبعد تقديم هذه الصِّفات لِمَن يُصاحَب ومَن لا يصاحَب، تعالَوْا بنا نتحسسِ الأسباب وراءَ تلك القطيعة السائدة، فإنَّ وراءَ كلِّ متقاطعين سببًا، وسوف يُقابلنا أوَّل هذه الأسباب وأشدُّها عتوًّا هو:



أولاً:تَسلُّط المرأة:



لبعض النِّساء ولوعٌ شديد بالسيطرة، فإذا كان الزَّوج حازمًا أمكنه أن يُوقف تسلُّطَها، ويضع الأمورَ في مواضعها، وإذا كان الزَّوج طري العُود سهلَ الانقياد، تمكَّنت المرأة من إفسادِ عَلاقاته بكلِّ أهله، وأوَّلهم أمُّه، ومن أعلام النبوَّة الخاتمة إشارة الرسول الأكرم - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى أنَّ إطاعة الرَّجلِ الزوجةَ، وعقوقَ الأمِّ من أسباب بلاء أمَّته - صلَّى الله عليه وسلم - ومثلها بر كثيرًا إلا بالاستئثار بزوجها، بشخصه، وبماله وبمشاعره، ولربما رأتْ في أمِّة غريمًا لها.







فعن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:



"إذا كان المغنمُ دُولاً، وإذا كانت الأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وأطاع الرَّجلُ زوجته، وعقَّ أمه، وبرَّ صديقَه، وجفَا أباه، وارتفعتِ الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلَهم، وأكرم الرجل مخافة شرِّه، وشربت الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولَعَن آخرُ هذه الأمَّة أوَّلَها - فلْيرتقبوا عندَ ذلك رِيحًا حمراءَ، وخسفًا أو مسخًا))؛ رواه الترمذي، وضعفه، وهو حديث منكر.







وقد أشار القرآن الكريم إلى أنَّ للرَّجل درجةَ القوامة في بيته؛ فقال: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 288]، وهذه الدَّرجة وضَّحتها آيةٌ أخرى، يقول فيها ربُّ العزَّة: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].







فإذا انقلب الوضعُ فأصبح المأمور آمرًا، والمحكوم متحكِّمًا، مع حقدٍ في القلْب، وعوج في النَّفس، فإلامَ يصير الحال؟ لا شكَّ أنَّها تكون حالاً سيِّئة تَتقطَّع فيها الأواصر، وتُقطع فيها الأرحام.







وقد ذكر الإمام الغزالي - وهو يتحدَّث عن آداب معاشرة الرَّجل للمرأة - ما يلي:



"ألاَّ يتبسط في الدُّعابة وحُسْن الخُلق، والموافقة باتِّباع هواها إلى حدٍّ يُفسد خُلقَها، ويُسقط بالكليَّة هيبتَه عندها؛ بل يراعي الاعتدالَ فيه، فلا يدعِ الهيبةَ والانقباض إذا رأى منكرًا، ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات البتَّة، وإذا رأى ما يُخالف الشَّرع والمروءة تنمرَّ وامتعض؛ قال الحسن - رحمه الله -: والله ما أصبح رجلٌ يطيع امرأتَه فيما تهوى إلاَّ كبَّه الله في النار، وقال عمر - رضي الله عنه -: خالِفوا النِّساء؛ فإنَّ في خلافهنَّ بركةً، وهذا فيما إذا كان في خلافهنَّ موافقةٌ للشرع، وفي طاعتهنَّ مخالفة له.







وحقُّ الرَّجل أن يكون متبوعًا، لا تابعًا، وقد سمَّاه الله سيِّدًا؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ﴾ [يوسف: 25]، فإذا انقلب السيِّد مسخَّرًا، فقد بدَّل نعمة الله كفرًا، ونفس المرأة على مثال نفسِك.







إن أرسلتَ عِنانها قليلاً، جمحتْ بك طويلاً، وإن أرخيتَ عذارها شِبرًا، جذبتْك ذراعًا، وإن كبحتها وشددتَ يدك عليها في موضعِ الشِّدة، ملكتَها.







وقال الإمام الشافعيُّ - رحمه الله -: "ثلاثةٌ إنْ أكرمتهم أهانوك، وإن أهنتهم أكرموك: المرأة، والخادم، والنبطي"، أراد به إن محضتَ الإكرام، ولم تمزج غِلظتَك بلينك، وفظاظتك برفقك.







وكانت نِساءُ العرب يعلِّمنَ بناتِهنَّ اختبارَ الأزواج، فكانت المرأة تقول لابنتها: "اختبري زوجك قبل الإقدام، والجراءة عليه، انزعي زُجَّ رُمحه - الحديدة التي في أسفل الرمح - فإن سكتَ، فقطِّعي اللَّحم على ترسه - ما يتقِّي به العدو - فإن سكتَ فاجعلي الإكافَ على ظهره، وامتطيه فإنَّما هو حمارك"[1].







وهكذا ترسم الأمُّ أو الأبُ الطريق لابنتهما إلى كيفية السيطرة على الزَّوج، فمرَّةً أمرٌ لا يُنفَّذ، ومرَّة نهيٌ لا يُستمع إليه، ومرَّة شتمة على وَجَل إذا ردَّ عليها الزَّوج بحزم، سارعتِ الزوجة إلى الاعتذار، وإذا سكتَ زِيد عليها توبيخُه، فإذا استمرأَ الذِّلة وَبَّختْ أُمَّه وأباه، وأخته وأخاه، وصار ألعوبةً في يدِ الزَّوجة وأهلها.







فإذا سلك طريق الحزْم، وإرضاء الرَّب، ولم يجعل السيطرة في بيته لامرأته، فإنَّ ميزان الحقِّ يقوم، وصوت العدل يعلو، وكرامته تُصان دنيا وأخرى.







ثانيًا: الحرص على الدنيا:

هذا هو العامل الثاني من عوامل الفُرقة بين المسلمين، فإنَّ شأن حبِّ الدنيا أن يطرد الحبَّ لله من القلوب؛ ولذلك كان توجيه الله للمسلمين في أعقاب غزوة بدر، أن يتركوا قِسمةَ الأنفال لله والرسول، وأهل الآخرة لا يتعادون؛ لحرص كلٍّ منهم على ألاَّ ينافسَ فيما شأنه الغُثاء من منصب أو سلطان، أو مال.. إلخ؛ يقول الله - تعالى -:﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: 1].







وفي أعقاب هزيمة المسلمين في غزوة أُحُد ذكَّرهم الله - تعالى - بما كان منهم من حرصٍ على جمْع الغنائم، وكيف كان هذا سبيلاً إلى تلك النكبة الموجعة، التي جندلتْ من المسلمين سبعين شهيدًا؛ يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ ﴾ [آل عمران: 152].







والحرص شيءٌ مركَّب في قلب كل إنسان، وهو ينمو معه كما ينمو جسده؛ روى أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((يَكْبَر ابنُ آدم ويَكبُر معه اثنان: حبُّ المال، وطولُ العمر))؛ متفق عليه.







كما روى - رضي الله عنه – أيضًا: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لو أنَّ لابن آدم واديًا من ذهب، أحبَّ أن يكون له واديان، ولن يملأَ فاهُ إلاَّ التراب، ويتوب الله على مَن تاب))؛ متفق عليه، ولم يخشَ الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أمَّته الفقر مع أنَّه مُوجِع للناس، ومُذلٌّ لهم، وهو قرين الكُفر؛ ولكنَّه خشي عليهم من أن تُبسط لهم الدنيا، فيتنازعوا فيها تنازُعَ الوحوش، فتُغرى بينهم العداوة والبغضاء، وقد روى عمرو بن عوف الأنصاري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعث أبا عُبيدة بن الجرَّاح - رضي الله عنه - إلى البحرين يأتي بجزيتها، فقَدِم بمال من البحرين، فسمعتِ الأنصارُ بقدوم أبي عُبيدة، فوافوا صلاةَ الفجر مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا صلَّى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - انصرف، فتعرَّضوا له، فتبسَّم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين رآهم، ثم قال: ((أظنُّكم سمعتم أنَّ أبا عُبيدة قَدِم بشيءٍ؟)) قالوا: أجَلْ يا رسول الله، قال: ((أبشِروا وأمِّلوا ما يَسرُّكم، فوالله ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم، كما بُسطت على مَن كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتْهم))؛ متفق عليه.







وفي البحث: أنَّ عمر - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا تُفتح الدنيا على أحدٍ إلاَّ ألْقى الله - عزَّ وجلَّ - بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القِيامة، وأنا أُشفق من ذلك))؛ رواه أحمد بإسناد حسن، والبراز، وأبو يعلى.







والحديثان صريحان في أنَّ الدنيا مُهلكة لِمَن يتناحرون عليها، مُلقية بينهم العداوةَ والبغضاء؛ ولذلك ذكَّرنا الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالغِنى الحقيقي، وبيَّن أنَّه ليس كثرةً في المال، ولا علوًّا في المنصب.







فهذا غِنى زائل؛ لأنَّه عَرَضٌ من أعرض الدنيا.







فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّه قال: ((ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، ولكنَّ الغنى غنى النَّفس))؛ متفق عليه.







وفي عبارات عذبة موحية يذكر الإمام الشافعي ما تَصنع الدنيا بالمتكالبين عليها، فيقول - رحمه الله-:



وَمَنْ يَذُقِ الدُّنيَا فَإِنِّي طَعِمْتُهَا

وَسِيقَ إِلَيَّ عَذْبُهَا وَعَذَابُهَا فَلَمْ أَرَهَا إِلاَّ غُرُورًا وَبَاطِلاً

كَمَا لاَحَ فِي ظَهْرِ الْفَلاَةِ سَرَابُهَا وَمَا هِيَ إِلاَّ جِيفَةٌ مُسْتَحِيلَةٌ

عَلَيْهَا كِلاَبٌ هَمُّهُنَّ اجْتِذَابُهَا فَإِنْ تَجْتَنِبْهَا عِشْتَ سِلْمًا لِأَهْلِهَا

وَإِنْ تَجْتَذِبْهَا نَازَعْتَكَ كِلاَبُهَا فَدَعْ عَنْكَ فَضْلاَتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا

حَرَامٌ عَلَى نَفْسِ التَّقِيِّ ارْتِكَابُهَا فُطُوبَى لِنَفْسٍ أَوْطَأَتْ قَعْرَ بَيْتِهَا

مُغَلِّقَةَ الْأَبْوابِ مُرْخًى حِجَابُهَا[2]







وهذا السبب مِن أقوى الأسباب في تقاطُع جميع الطوائف في الأمَّة الإسلاميَّة، من علماء وتجَّار، وجيران، وأخوة؛ ولذا قال الحسن البصري - رحمه الله -: "مَن نافسك في دِينك فنافسه، ومَن نافسك في دُنياك فألْقِها في نحره".







وقال عليٌّ - رضي الله عنه -: "مَن جُمع فيه ستُّ خصال لم يدعْ للجنَّة مطلبًا، ولا عن النار مهربًا: مَن عَرَف الله وأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الحقَّ فاتَّبعه، وعرف الباطل فاتقاه، وعَرَف الدنيا فرفضها، وعَرَف الآخرة فطَلبها".







وهذا يجرُّنا إلى البحث عن:



المجالات الحقيقية للتنافس:

إنَّ الإسلام لا يبغض الدنيا لذَاتِها، وإنَّما يبغض الانكبابَ عليها والتناحُرَ من أجلها، وجمْع بعضها على بعض، دون نظرٍ من أين أتت؟ ولا أين تنفق؟ وقد حدَّد القرآن والسُّنة المجالاتِ التي يجب على المسلمين التنافسُ فيها؛ فقال ربُّ العزَّة في كتابه الكريم: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 123 – 135]، ولهذه الآيات نظائرُ في سورة أخرى، وقد حدَّدت الآياتُ مجالاتِ التنافس في:



أ - المسارعة إلى مغفرة من الله والجنَّة.



ب - الإنفاق في السَّراء والضَّراء.



ج - كَظْم الغيظ.



د - العفو عن الناس.



هـ - الاستغفار من الذنوب، وعدم الإصرار عليها.







وكلها - كما نرى - مداخلُ للفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حدَّد الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مجالاتِ التنافس لصحابته بأمورٍ عباديَّة؛ بعضها في البدن، وبعضها في المال، وبعضها في الذِّكْر، وبعضها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعضها في وضْع الشهوات في مواضعها الحلال؛ فعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -: أنَّ ناسًا من أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالوا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسولَ الله، ذهب أهلُ الدُّثور بالأجور - الأغنياء - يُصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون بفضول أموالهم، قال: ((أو ليس قد جعل الله لكم ما تَصدَّقون؟ إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكرٍ صدقة، وفي بُضْع أحدكم صدقة))، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَه، ويكون له فيها أجر؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرامٍ كان عليه وِزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجْر))؛ رواه مسلم.







ثالثًا: إرضاء الناس بسخط الله:

هناك صِنف من المسلمين يحقُّ فيهم قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ ِيَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: 143] فيهم جُبْن هالع، وشُحٌّ خالع، وحب لأنفسهم يجعلهم في باطنهم يُبغضون الناس جميعًا، ظاهرهم شديد البريق، وابتساماتهم بعرض وجوههم، تَشدُّقهم في الكلام يدعو إلى الإشفاق، وأحيانًا إلى السُّخرية، تسمع تحيَّتهم للناس من بعيد، وترى ترحيباتهم الحارَّة من قريب، حرصهم على إرضاءِ الناس أَنْساهم أنَّ الناس لا يملكون موتًا ولا حياةً ولا نُشورًا، يتجرَّؤون في الخَلوة، ويخجلون في الجلوة، ملْمسُهم ناعم، وباطنهم كجلد الضب، يُسخط مسلكَهم كلُّ نبيل، ويصغرهم في نظر كلِّ جليل.







وتلك قاعدة ربانيَّة، وهي أنَّ الله يعامل العبد في نواياه السيِّئة بنقيض مقصوده، فإذا قصد إرضاءَ الناس على حساب دِينه، أسخط الذي بيده مفاتيحُ القلوب عليه مَن يريد إرضاءَهم بإسخاط الله، ولله دَرُّ القائل:



فَلاَ تَغْرُرْكَ أَلْسِنَةٌ رطَابٌ

بَطَائِنُهُنَّ أَكْبَادٌ صَوَادِي







وقد حذَّر الرسول الكريم من سُوء دار هؤلاء القوم؛ فعن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أسخط اللهَ في رضا الناس، سَخِط الله عليه، وأسخط عليه مَن أرضاه في سخطه، ومَن أرضى الله في سخط الناس، رَضِي الله عنه، وأرضى عنه مَن أسخطه في رِضاه، حتى يزينَه، ويزينَ قوله وعمله في عينه))؛ رواه الطبراني بإسناد جيِّد قوي.







هذا السُّلوك المعيب يشقُّ صفوف الجماعة؛ لِمَا يترتب عليه من هضم حقوق من أرضى الناس بسُوء رأيه فيهم، فتملأ المرارة حلوقَهم، فيُبغضون مَن أرضاهم بذمَّة لهم.







وقد يحتاج أهلُ الحقِّ إلى شهادته، فيعطيها الأهل الباطل إيثارًا للعافية، أو طلبًا للزلْفَى، وقد حذَّر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من شفاعةٍ تُضيِّع الحدود، وتهدر الحقوق؛







فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن حالتْ شفاعتُه دون حدٍّ من حدود الله - عزَّ وجلَّ - فقد ضادَّ الله - عزَّ وجلَّ - ومَن خاصم في باطل وهو يعلمه، لم يزلْ في سخط الله حتى ينزع، ومَن قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنَه الله ردغة الخبال حتى يخرج ممَّا قال))؛ رواه أبو داود، والطبراني بإسناد جيِّد.







رابعًا: الحكم على الناس بالهوى:

قديمًا قيل: آفة الرأي الهوى، وحقٌّ ما قاله القدماء؛ فإنَّ الهوى عن الحق صادٌّ، وللخير مضادٌّ، وهو يضل عن سبيل الله، وهو إلهٌ يُعبد من دونه، وهو يُصمُّ عن سماع الحق، ويخنق ضياء العقل، ويجعل أصحابَه في انعدام الحسِّ والعقل أضلَّ سبيلاً من الأنعام؛ ولذا فهو مهلكٌ صاحبَه لا محالة، بذا قضى العليم الخبير على مَن يَحكُمهم الهوى؛ يقول -تعالى -: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان: 43 – 44]، كما حذَّر نبيَّه داود – عليه السَّلام - من اتباع الهوى؛ فقال – تعالى -: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].







وقد قال الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رواه أنس - رضي الله عنه -: ((....وأمَّا المهلكات، فشُحٌّ مُطاع، وهوًى مُتَّبع، وإعجاب المرْء بنفسه))؛ رواه البزَّار - واللَّفظ له - والبيهقي وغيرهما، وهو حسن - إن شاء الله.







وحين يُصبح الهوى هو الباعثَ على الحُكم، فإنَّ الأحكام تطيش وتبعد عن الصواب، وتسعر نيران العداوة والبغضاء، وكم رأينا صالحين وُصِفوا بالفساد، ونظيفين وُصِفوا بغير النظافة، وأطهارًا دُنِّسوا؛ لأنَّ الهوى كان هو الباعثَ على الحُكم، وشيوع هذه المفاسد - لا شكَّ - يبغض الأخ في أخيه، ويقطع الصديق عن صديقه، والعلاج الناجع لهذا هو التجرُّد والموضوعيَّة، وخشية الله حين يُراد الحُكم على الناس، أصدقاءً كانوا أو أعداء.







خامسًا: قطع الأرحام:

أصبح من الظواهر المحزنة قطْعُ كثير من الناس أرحامَهم وقراباتِهم، سواء أكانوا من أقاربهم مِن جهة آبائهم، أم من جهة أمهاتهم، وتضج المجتمعات بالشَّكوى من أقرباءَ لم يدخلوا بيوتَ أقربائهم من سنين، أو لم يُحسنوا إليهم مع حاجتهم إليهم، وربَّما شَنُّوا عليهم حربًا شعواء، لا ترعى فيهم قرابة ولا دِينًا، وبعضهم يودُّ من قرابته وصْلَه ونفحه بالطيبات دونَ مجازاة للحسنة بمثلها، وآخرون يدَّعون الفقر وكثرة العيال؛ لكي لا يَبرُّوا ذويهم.







وقد شدَّد الإسلام الحنيف النكيرَ على قاطعي الرَّحم؛ فقد قال الله - تعالى - في كتابه: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، كما رُويت أحاديثُ كثيرة تلفت الأنظارَ بشدة إلى أهميَّة صِلة الأرحام؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: ((الرَّحم متعلِّقةٌ بالعرْش تقول: مَن وصلني وصَله الله، ومَن قطعني قطَعه الله))؛ متفق عليه.







ولو قطع ذَوُو الأرحام علاقتَهم بقريب لهم، لوجب عليه وصلُهم؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رَحمُه وَصَلها))؛ رواه البخاري -واللَّفظ له - وأبو داود، والترمذي.







ولو أساؤوا لوجب على القريب الإحسانُ إليهم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةً أَصِلهم ويقطعونني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأَحْلُم عليهم ويَجهلون عليَّ، فقال: ((إن كنتَ كما تقول، فكأنَّما تُسفهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمتَ على ذلك))؛ رواه مسلم، والمل: الرماد الحار.







كما أنَّ قاطع الرَّحم تُعجَّل له العقوبة في الدنيا، ولا يدخل الجنة، ولا يُقبل عملُه؛ فعن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما مِن ذنب أجدرَ أن يُعجِّل الله لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة - مِن البَغي، وقطيعةِ الرَّحم))؛ رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.







وعن جُبَير بن مُطعِم - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا يدخل الجنَّة قاطعٌ))؛ متفق عليه، قال سفيان: يعني: قاطعَ رحم.







وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ أعمال بني آدم تُعرض كلَّ خميس ليلةَ الجُمُعة، فلا يُقبل عملُ قاطعِ رحم))؛ رواه أحمد، ورُواته ثقات.







سادسًا: سوء الظن:

بعض الناس يعيش أسيرَ هواجس تجعله ينسج لنفسه جوًّا من الشكِّ، وسوء الظنِّ في خَلْق الله أجمعين؛ ولذا فهو يعيش حالةً من التوجُّس تُحيط به، ويغرسها في نفوس أبنائه، وحال إخوانه المسلمين لا يُحمل أبدًا على الثِّقة، وإنَّما هو محمول - وبلا دلائلَ أو بيِّنات - على الفساد، فاللَّفْتة والنظرة، والكلمة الشَّاردة غير المقصودة محمولةٌ على معانٍ سيِّئة يُؤوِّلها هو على هواه، يقول واحدٌ من هؤلاء: إنَّه لا يثق إلاَّ بمحمَّد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت له: ألاَ تثق بالخلفاء الأربعة؟!









ومثل هذا لا يزور ولا يُزار، ويعيش مع زوجته حالةً من القلق، ومحالٌ أن يهنأَ معها بعَيْش؛ يقول الإمام ابن كثير - معلقًا على الآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12] -: "يقول - تعالى - ناهيًا عبادَه المؤمنين عن كثيرٍ من الظنِّ، وهو التُّهمة والتخوُّن للأهل والناس في غير محلِّه؛ لأنَّ بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، قال عمر بن الخطاب: لا تظنَّ بكلمة خرجتْ من أخيك المؤمن إلاَّ خيرًا، وأنت تجد لها في الخيرِ محملاً"، وقد نهى - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن سوء الظنِّ؛ فقال - فيما رواه أبو هريرة -: ((إيَّاكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث))؛ أخرجه البخاري، ومالك، وغير ذلك في السُّنة كثير.







ومَبعثُ هذا المرضِ - لا شكَّ - هو سوءُ فعل ذلك الظانِّ، وقد قال المتنبي:



إِذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ

وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ وَعَادَى مُحِبِّيهِ بِقَوْلِ عُداتِهِ

فَأَصْبَحَ فِي لَيْلٍ مِنَ الشَّكِّ مُظْلِمِ







وقد قيل: معاشرةُ الأشرارِ تُورِث سوءَ الظنِّ بالأبرار [3].







ومثل هذا المسكين لا يُؤاخى ولا يُصادق، ولا يُحبُّ الناس ولا يحبُّونه.







سابعًا: الحسد:

فقد يدفع إلى التقاطُع، ولا شكَّ أنَّ كثيرًا من سوء الأحوال مردُّه إلى تحاسُد الناس، فقد يَحسُد الغبيُّ الذكيَّ، والجاهلُ العالِمَ، والعييُّ الفصيحَ، والمبغضُ المحبوبَ، والدميمُ الجميلَ، وكما قيل قديمًا:



حَسَدُوا الْفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ

فَالْكُلُّ أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحَسَّدًا لَمْ يَجْتَرِمْ

شَتْمَ الرِّجَالِ وَعِرْضُهُ مَشْتُومُ وَكَذَاكَ مَنْ عَظُمَتْ عَلَيْهِ نِعْمَة ٌ

حُسَّادُهُ سَيْفٌ عَلَيْهِ صَرُومُ







والحاسدُ عدوُّ نعمة الله في خلقه، وهو ساخطٌ على قسْمِ الله الأرزاقَ في عباده، ومن لوازمه الغَيْرة والحقد، فهذه الثلاثة تدور في فلك واحد، والحسود لا يسود، ولا يأْلف ولا يُؤْلف، وربِّي له بالمرصاد، فلا يعرف قلبُه الراحة، ولا يحسُّ برْدَ اليقين، وإذا رام الناس عيشًا هنيًّا، فما عليهم إلاَّ الرضا بقضاء الله وقدره، فاللهُ ما نَقص من أرزاقهم شيئًا، ولا بخسهم من أَنعُمه شيئًا، والآيات والأحاديث في ذمِّ الحسد كثيرة، ودواؤه كما قال ابن سيرين - رحمه الله -:



"ما حسدتُ أحدًا على شيءٍ من أمر الدنيا؛ لأنَّه إن كان من أهل الجنَّة، فكيف أحسده على الدنيا، وهي حقيرةٌ في الجنَّة؟! وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على أمر الدنيا، وهو يَصير إلى النار؟!".







ثامنًا: وسائل الإعلام:

وبالأخصِّ التلفاز، وما يدور في فلكِه من فيديو وغيره، فبدلاً من خروج الناس للتزاوُر، والأُنس ببعضهم بعضًا، شَدَّتْهم تمثيليَّة هنا ومسلسلٌ هناك، واشترَوْا أو استأجرُوا، أو استعارُوا فيلمًا من هنا أو مسرحيَّة من هناك، وجلسوا أمامَها، فشغلتْهم عن التزاور، وصِلة الأرحام، وربَّما شغلتْهم عن بعض الواجبات الحياتيَّة؛ ولذا فالعاقل مَن يَكبح جِماحَها، ولا يعطيها نفسه لتستعبدَها.







ومَن عظُمت في قلبه أوامرُ الله ونواهيه، وعرف حدودَه، ووقف عند حلاله وحرامه - لا شكَّ أنَّه لا يلهيه عن وَصْل أرحامه، وبرِّ ذوي قرابته، والإحسان إلى جيرانه وأصدقائه - شيءٌ.







هذه الأسباب الثمانية يجب على كلِّ مسلم أن ينظرَ في نفسه، ما الذي فرَّق بينه وبين أخيه، أو قطع العلائقَ بينه وبين أصدقائه، أو أقاربه؟ فإنْ وجد واحدً منها عالَجَه، ووصل ما أمر الله به أن يُوصل.



منقول

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قصة آية الشيخ محمد العريفي


الاسلام سؤال وجواب

عداد الزوار

free counters